تعتبر الغدة الدرقية واحدة من ضمن مجموعة الغدد الصماء الموجودة في جسم الأنسان بل هي أكبر الغدد الصماء , والغدد الصماء هي تلك الغدد التي تنقل منتجاتها مباشرة في مجرى الدم ,إذ أن الغدة الدرقية بدورها كجزء من جهاز الغدد الصماء في جسم الإنسان فهي تعمل علي تصنيع و تخزين و إفراز الهرمونات بالدم لإمداد جميع خلايا الجسم , والغدة هي المسئولة عن إفراز هرمونات ذات التأثير المباشر على العديد من وظائف الجسم بأشكالها المختلفة : كالنمو , و جميع العمليات الحيوية في جسم الإنسان , من صحة القلب و الأوعية الدموية , لتنظيم عمليات الأيض الأساسية في الجسم , و كذلك العضلات الهيكلية و أثر الغدة علي إنقباض و تجديد تلك العضلات , كذلك تأثيرها على الوزن حيث أنه إذا ما حدث اضطراب في نشاط الغدة فإن ذلك له الأثر الملحوظ على مؤشر كتلة الجسم , أيضا لها تأثيرها على الحمل حيث تلعب هرمونات الغدة الدرقية الدور الضروري والهام في فترة الحمل من حيث التطور السليم الطبيعي لدماغ الجنين وجهازه العصبي , و يؤدي نقص إفراز الغدة الدرقية للهرمون إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم , هذا توضيح مبسط لأهمية الغدة الدرقية بجسم الإنسان , حيث أن أي خلل أو أضطراب يحدث بها يضعف من دورها و يؤثر بشكل سلبي بلا شك على العديد من وظائف الجسم الحيوية .
هناك سؤال يطرح نفسه دائما لدى مرضى الغدة الدرقية خاصة أولئك ممن يحرصون على اتباع نظام حمية غذائية و ممارسة الرياضة البدنية , ألا وهو لماذا يفشل الدايت و التمرين معهم ؟
من الملاحظ أن أغلب مرضى خمول الغدة الدرقية ، يكون لديهم صعوبة في استجابة أجسامهم للحمية الغذائية أو الدايت ذلك بالرغم من تناولهم لعلاجات الغدة ، أيضا قد تجد منهم من يقوم بأداء التمارين الرياضية و ملتزم بالنظام الغذائي السليم و حريص على تناول علاج الغدة باهتمام و أنتظام , و بالرغم من ذلك لم ينقص وزنه ؟!!
يكمن حل هذا اللغز في الطعام , حيث أنه عدم المعرفة الكافية بالعناصر الغذائية وأنواع الأطعمة التي يتناولها مريض الغدة , يجعله يدور في حلقة مفرغة لا تنتهي وهو لا يعلم أين الخطأ وللأسف عدم معرفته هذه قد تجعله يتناول أطعمة لها تأثير علي إفراز هرمونات الغدة ، و بذلك فهو يقوم بعلاج نفسه من ناحية و بنفس الوقت يفسد مفعول علاجه من ناحية أخري , وعليه فهناك أطعمة يجب على مريض الغدة الدرقية أن يبتعد عنها ليصلح نظامه الغذائي و العلاجي سويا , و من ثم يحصل علي أفضل النتائج المرجوة .
أطعمة يجب على مريض الغدة الدرقية الابتعاد عنها :
منتجات الصويا :
- حيث أثبتت الدراسات أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الصويا ( الايسوفلافون) من ممكن أن تمنع أنزيم الغدة الدرقية البيروكسيديزو , هذا الانزيم الذي يعمل على تحويل هرمونات الغدة الدرقية الي شكلها النشط .
- منتجات الصويا لها التأثير بشكل أكبر على مرضى الغدة الذين يعانون من نقص اليود.
بعض من أنواع الخضروات :
منها : الكرنب، والجرجير، والبروكلي، واللفت، والقرنبيط , حيث أن هذه الخضروات تحتوي على المواد التي تتسبب في تضخم واضطراب عمل الغدة الدرقية , ذلك عن طريق التداخل مع امتصاص اليود, و لكن الدراسات التي تم اجراؤها على هذه المواد أثبتت أنه , في حال إذا تم طهي هذه الخضروات على البخار فسوف يفقدون تأثيرهم السلبي على عمل الغدة .
الجلوتين :
وهو موجود في جميع منتجات القمح والشعير, حيث أن الدراسات التي تم اجراؤها على منتجات القمح ومدى تأثيرها على مرضى الغدة الدرقية (مرضي خمول الغدة) أثبت بالفعل أن منتجات القمح تحتوي على نوع من البروتينات عند دخوله المعدة , لا تقوم المعدة بأمتصاصه وبالتالي يبدأ الجسم في مهاجمتها واعتبارها انها اجسام غير مرغوب فيها , و يتسبب في التهابات في جدار المعدة ولسوء الحظ أن الجسم بيهاجم الغدة الدرقية كذلك لأنها تشبه الجلوتين الموجود في منتجات القمح , وبالتالي يبطئ من مفعول الدواء الذي يتم تناوله لكي ينشط الهرمونات.حيث يمكن الحصول على الكارب من مصادر أخرى مثل : البطاطس - البطاطا - الكينوا - الشوفان - منتجات الذرة و الأرز.
الشاي الأخضر :
على الرغم من فوائد الشاي الأخضر العديدة ورغم أنه يعتبر مضاد قوي للأكسدة ، إلا أنه ممكن يأثر بالسلب على الغدة الدرقية , ذلك حيث يحتوي الشاي الأخضر على مركب الفلورايد , هذا المركب يعمل على تعطيل التحول من الشكل غير النشط من هذا الهرمون لشكله النشط.
الوجبات السريعة والمصنعات من اللحوم :
تعتبر الأطعمة المصنعة ليس لها تأثير مباشر على الغدة الدرقية ، ولكنها تزيد من الالتهابات في الجسم بصفة عامة , والالتهاب يعمل على منع تحويل هرمون الغدة الدرقية غير النشط إلى نظيره النشط , وبالإضافة لذلك عادة تكون هذه الأطعمة محملة بالسكر والكربوهيدرات ، والدهون الضارة الغيرنافعة ، وهذا يزيد الأمر صعوبة بالنسبة لمرضى خمول الغدة الدرقية, حيث ينصح بتجنب تناول أي مصنعات و خاصة اللحوم لأضرارها الكبيرة و الكثيرة .
المحليات الصناعية التي تحتوي على اسبرتام :
- بعض الأبحاث التي تم اجراؤها علي مكوناتها , أثبتت أن المواد الكيميائية الموجودة في هذه
المحليات تؤدي إلى ردة فعل عكسية لجهاز المناعة وهذا يؤدي إلى التهاب الغدة وتشكيل أجسام مضادة لها.
هناك مجموعة من العناصر الغذائية الهامة و الضرورية جدا لصحة مرضى الغدة الدرقية
مثل ما ذكرنا سابقا مجموعة من العناصر الغذائية والأطعمة التي يجب على مرضى الغدة الأبتعاد عنها , قد لزم علينا أيضا ذكر ما ينصح به لتناوله من العناصر الغذائية الهامة لصحة مرضى الغدة , فيما يلي أهم هذه العناصر :
اليود :
الغدة الدرقية هي الوحيدة التي تمتلك خلايا تقدر على امتصاص اليود , هذا الذي بدوره يدخل في إنتاج هرمونات T4 ,T3 , حيث أن نقص اليود في الجسم يجعل الغدة غير قادرة على انتاج هرموناتها بشكل سليم ، ولذا يجب أن التأكد من أن الجسم يحصل اليود بكميات مناسبة , ذلك من خلال (ملح الطعام المعالج باليود) بحد أقصي 5 جرامات يوميا أو عن طريق تناول المأكولات البحرية.
الحديد والزنك والنحاس :
يعتبر الحديد و الزنك من المعادن الهامة جدا لمرضى قصور الغدة ، ذلك لأنهم بيساعدوا في عمل الغدة بشكل طبيعي , حيث أن الزنك يعتبر من اقوى محفزات الغدة الدرقية , غير أن نقص الحديد يساعد في قصور عمل الغدة و انتاج هرموناتها ، ذلك بالإضافة ألي دور النحاس و دخوله في إنتاج أغلب هرمونات الغدة.
السيلينيوم :
يعتبر السيلينيوم عنصر ضروري جدا في عمل الغدة ذلك لأنه المسئول الأساسي عن إنتاج هرمون الT3 حيث يمكن الحصول عليه من خلال تناول : الأسماك وخصوصا الروبيان أو الجمبري وكبد العجل و المشروم .
الاوميجا 3 :
- ومما لا شك فيه أن الأوميجا 3 لا غني عنها لأي أنسان وخصوصا مرضى الغدة , حيث تساهم في تحسين استجابة الخلايا لهرمونات الغدة , ويمكن الحصول عليها عن طريق تناول : الأسماك والمكسرات والافوكادو ، والزيوت الطبيعية وخصوصا زيت جوز الهند.
أهم الفيتامينات لمرضى الغدة الدرقية :
فيتامين ( أ ، ج ، ه ) و يعتبروا من أقوي مضادات الأكسدة ومعروف عنهم تخفيف الضغط الناتج عن هذه الألتهابات و الذي يتسبب في تلف الغدة .
في أن حين جميع أنواع فيتامين (ب) تساهم في إنتاج هرمونات الغدة بشكل منتظم .
وأخيرا فإنه أذا ما حرص مريض الغدة الدرقية على تجنب هذه العناصر الغذائية والأطعمة التي لها الأثر السلبي على الغدة و ألتزم بتناول ما يفيد من عناصر غذائية و أطعمة لها الشأن و الأثر في تحسين عمل الغدة و مع الأخذ في الاعتبار بتناول الفيتامينات التي لها فائدتها على الغدة و المكملة بل و اللازمة بجانب الأطعمة , سوف يكون النظام الغذائي المتبع سليم و صحيح و كذلك سيكون علاج الغدة حينذاك فعال مع الحمية الغذائية و التمارين الرياضية بشكل كبير و ملحوظ .